السبت، 30 أبريل 2016

الباحث/ داود مراد ختاري أرزان خلف (أم الشهداء الايزيدية).

أرزان خلف (أم الشهداء الايزيدية).

الباحث/ داود مراد ختاري
أغتيل الحلم الجميل، والعيون تغرق الدموع في زمن اليأس والبؤس وزمن الغدر والخيانة، والابرياء ماتوا غدراً، والموت في شنكال ينمو ويكبر، هذا هو جزاء الاحسان للإيزيديين الذين يدعون الله أن يمنح الناس السلام والوئام وأن يهدي الضمائر وتشيع المحبة والحنان والتسامح، لقد صنعوا لكم قدركم أعداء الله والانسانية، رغم بساطة حياتكم، وستسافر روح الشهداء الى الأعالي، وأنا أبحث عن إنسانٍ حفر أسمه لنقوش من ذهب، اسمه ايزيدي وكنيته شنكال، كل المجد لكم أيها الشهداء الابطال والصبر والسلوان لذويكم ولأهل شنكال.
مر الايزيديون عبر تاريخهم الطويل بالدروس الصعبة والقاسية وتعرضوا الى حملات الابادة الجماعية، وسفكت الدماء، وهتكت الاعراض ولم يبخل الايزيديون عبر التاريخ بدمائهم ودماء فلذات أكبادهم عن القيم الدينية والانسانية، ستستمر المسيرة يا شهداءنا ، وتستمر معها قوافل القرابين لتنير الدرب الانساني مجداً وكرامة، نحو حقوق الاقليات والطوائف والاديان لتعيش معززة مكرمةً مع سائر مكونات هذا الشعب.
وقالت أم الشهداء: كنا في طريق النزوح الى الجبل وفجأة شاهدنا عدد كبير من سيارات الدواعش حوالي (15) سيارة, اقدمت الينا خمس سيارات وأوقفوا سيارتنا كانت الاولى فيها زوجي وأولادي وقبل ان تصل سيارتنا اليهم رأيت أحد الدواعش يتحدث الى زوجي وأمام ناظري وضع المسدس على رأسه ثم اطلق العيارات النارية حيث اصاب أذنه، فصرخت ثم طار الاذن الآخر وهناك نزلت من السيارة وركضت اليه ورأيته مقتولاً ومددوا اخوان زوجي واولادي على الأرض, وأركبونا نحن النساء في السيارات, فتوسلت اليهم ان لا يقتلوهم، فقال مسؤولهم ان ذهبتم معنا سنأتي بهم معنا أيضاً, فصعدنا في السيارات على أمل بعدم قتلهم. ولكن حسب قول (نايف - ابن اخ زوجي-) عمره (12) سنة، كان معهم واخفى نفسه تحت بطانية في السيارة انه رأى الجميع ممددين على الارض ومقيدي الايدي من الخلف.
وأضافت (أرزان خلف مراد/ أم الشهداء الايزيدية وهي من مواليد 1974 من كر عزير: بعد ان ركبنا في السيارات نقلونا الى مجمع سيبا شيخدر, عندما أخذونا الى سيبا في اول يوم كانت هناك جثث للشهداء من النساء والرجال مرماة على الطرق والسواتر الترابية, وكانوا متراصفين وممددين, وبعدها نقلونا الى الموصل عن طريق تلعفر لمدة (9) أيام حيث اخذوا كل البنات, ثم نقلونا الى تلعفر لمدة (27) يوماً واخذوا منا الموبايلات، واستفسروا منا عن مصير أزواجنا لانه لا يجوز بقاء إمرأة سبية بدون زواج – أرملة-، فالمقاتلين يتزوجونها، فقلنا لهم، أزواجنا التحقوا معكم.
بعدها نقلونا الى قرية (قزل قيو) وفيها مجموعة من النسوة الايزيدية, ورأيت موقف صعب, حيث اقدم اربع رجال من الدواعش الى أمراة وهي تحمل رضيعها على صدرها وضربوها حتى تذهب معهم, واخذوها لمدة أربعة أيام من القرية وحينما عادت وهي شبه ميتة .
ثم نقلونا الى كسر المحراب، وبعدها جاء ابن اخ زوجي ونقلنا الى قرية كوجو , ثم نقلونا مرة اخرى الى اطراف تلعفر لتربية المواشي حتى رجوعنا الى اهلنا .
ابلغنا بعد 18 يوم وانا في الاسر بان الدواعش قتل من عائلتنا كل من وقع في ايديهم وكنت لا اعلم شيئاً عنهم عدا زوجي الذي قتلوه اما ناظري .
وبعدها أعلمت بان جيلان قد أفدت بروحها لكي تحافظ على طهارة روحها ولا يلمسها أحد .
بعد شهر جاءت الينا ابنتي الثانية – جيهان - وقالت لي بانها تود أن تنتحر أيضاً.
وقالت زميلتها في الاسر (غالية) والتي نجت أخيراً من أيدي الدواعش:
بان جيهان رفضت الاغتسال وحاولت ان افهمها ان حالها حال كل المختطفات , ولكنها رفضت، وفي شنكال قرب شقق فيان باعوها ونقلوها الى سوريا , واحدى الاسيرات التي كانت معها في سوريا اكدت وقالت بان جيهان انتحرت بالكهرباء حتى تحافظ على عفافتها .
كانت أم الشهداء حامل وولدت في الأسر وبعد نجاتها من براثن الدواعش أسميت ابنها الرضيع - ريزان - تيمنناً بابنها الاكبر الشهيد ريزان - طالب كلية الطب في الموصل / المرحلة الثالثة – الختاري-.
وفال أحمد نايف قاسم : يوم 3-8 -2014 في الساعة الثامنة صباحاً انتظرت اخوتي كي يخرجوا من البيت، وخرجت قبلهم وكنت مسلحاً وقدت قطيع أغنامنا نحو الجبل، وعائلتي كانت وراءنا، وأنا على اتصال دائم معهم، في القراج قبل الجبل، أكد لي ابن شقيقي ريزان برجس (طالب كلية الطب جامعة الموصل- المرحلة الثالثة)، بأننا نراك أمامنا، وبعد دقائق علمت بانهم قد القوا القبض عليهم لذا اتصلت به فرفع السماعة أحد الداعشيين وقال لي : ماذا تريد، فطلبت منهم الشفقة والرحمة تجاه إخوتي لأنهم طلاب كلية الطب، فرد علي والله سنقتلهم جميعاً، الدولة الاسلامية لا تحتاج الى خدماتهم، فسمعت إطلاق العيارات النارية ورأيت بأنهم صعدوا النساء والصبايا الى سياراتهم، لذا رميتهم بعيارات نارية مكثفة وردوا علي بالعيارات ودام الصدام بيننا فترة، واصيبت رجلي اليمنى بطلقة نارية، وعادوا أدراجهم بعد قتل (7) من عائلتنا وأسروا (4) نساء و(3) صبايا و(15) طفل، وبعد يومين توفي منهم (4) أطفال، وكانوا في سيارتين، واستطاع الطفل (نايف بركات نايف ) ان يخبىء نفسه تحت البطانيات في السيارة وينقذ بنفسه من يد الظالمين، وقال الطفل نايف: قام الداعشيون بعد أن ألقوا القبض على السيارتين بإصطفاف الرجال وأجلسوهم على ركبهم ثم رأيت بأنهم يرمون بالرشاشة نوع (كلاشنكوف) يرمون على رؤوسهم وكانت سيارات الداعشيين عددهم (15) سيارة، نوع دبل قمارة 4*4، وبعد أن ادركت بان الداعشيين قد غادروا، قمت بالتفتيش على جثث أهلي وصرخت بهم، لكن الجميع كانوا قد فقدوا الحياة، فعبرت الشارع واتجهت نحو الجبل وبعد خطوات رأيت بأن احدى سيارات الداعشيين قد عبرت الشارع لذا اختفيت وراء صخرة فلم يشاهدوني هؤلاء الاوغاد، وبعدها رأني أصحاب ساحبة تركتر، في هذه الوضعية أخذني معه الى الجبل فأخبرتهم بقصتي وحملوني الى أهلي ولم يتركوني الا بعد ان تأكدوا اني قد وصلت عند أقربائي.
ويكمل أحمد شقيق الشهداء: ذهبت الى الجبل، وهناك قمت بالاتصال مع اخوتي فرداً فرداً عبرموبايلي، فرد علي الدواعش، لقد قتلنا جميع إخوتك، قلت: لماذا قتلتموهم؟، ماذا ستحصلون ؟، فكان ردهم( اذا كنتم رجال انقذوا جثثكم، سنقتلكم جميعاً، لا وجود للإكراد في سنجار، ستبقى سنجار عربية، لا موطئ قدم للإكراد).
الشهداء من عائلة نايف قاسم :
1- زوج أرزان الشهيد برجس نايف قاسم 1970، خريج الخامس العلمي، عسكري، خطاط .(( يا أبا الشهداء لا أستطيع أن أخلع روحي من جسدي، كي الحق بك، لجسدي يمتلك مكموناته، مازال بي قحط الى جسدك الاسر الملتهب، هل تطلب مني ثانية أن أرسمك فأنا لا أجيد رسم الارواح، عيناي لا تكفان عن البكاء، أتوجع من البكاء وعيني التهبت، وحنجرتي للعويل والصراخ، وقواريرها املؤوها الاحزان، مهما تكالب المجرمون الاحقاد على حياة البشرية التي وهبهم الله فيها العيش بالعز والنعيم، فان راية السلام والمحبة والانسانية، ستكون خفاقة فوق سماء شنكال، ومهما كان الجرح عميقاً فيقيناً ستزيدنا اسراراً وتشدنا عزيمة على حبي لديننا وتاريخنا وأرضنا ولغتنا)).
2- الشهيد برزان برجس نايف 1991، طالب كلية العلوم الحياتية/ جامعة الموصل، المرحلة الاولى.
3- الشهيد ريزان برجس نايف 1994، طالب كلية الطب- جامعة الموصل، المرحلة الثالثة، وفي سنة تخرجه (المرحلة الاعدادية) كان الاول على محافظة نينوى، حاصلا على معدل 99% وكان الناجح الاول على طلاب الكلية أيضاً، (( انهم يريدون القضاء على الافكار النيرة ومكامن العلم والمعرفة، بعقليتهم الهمجية والجهنمية يحاولون طمس الهوية الانسانية بكل فحواه، الدول والحركات في العالم بأسره يشجعون الطلبة المتميزين، لكن هذه الدولة الاجرامية تحصد بأرواح هؤلاء المبدعين)),
4- الشهيدة جيلان برجس نايف 1995، طالبة الصف الخامس العلمي، حيث كانت متفوقة وذكية، وكانت خارقة الجمال والاخلاق، وانتحرت في يوم 20-8-2014، في المعتقل بمدرسة الزهراء في تلعفر.((هذه هي الشهيدة التي لا تقبل المساومة والمهادنة على حساب مبادئها وقيمها الدينية النبيلة، فأبت على نفسها إلا أن تنتحر وتودع الحياة عوضاً عن العيش في المذلة بيد الدواعش الجواحش، وهذه هي من شيمة المرأة الايزيدية واخلاقها النبيلة، الف رحمة على روحها الطاهرة، وستستقبل الجنة هذه الروح الحالمة بكل فخر واعتزاز، وستكون في رحاب الخلد.))
5- الشهيدة جيهان برجس نايف
شهداء عوائل أشقاء زوجها:
1- الشهيد حسن برجس نايف، طفل عمره (شهرين)، ((هكذا هم الاغبياء من حثالة التاريخ عندما ينتقمون من البراءة في الطفولة، بهذا الفعل الشنيع لقد أثبت المجرمون لقد قتلوا الانسانية جمعاء، والسؤال الذي يفرض نفسه، ماذا فعل هذا الطفل البريء لكي يستحق هذا القتل العبثي؟.))
2- الشهيد قاسم نايف قاسم، 1976مهندس ميكانيك،
3- الشهيد بركات نايف قاسم 1977، صاحب حلاقة في كرعزير.
4- الشهيدة أحلام بركات نايف، طفلة عمرها اربعة أشهر
5- الشهيد جميل نايف قاسم، 1979
6- الشهيد جمال جميل نايف، طفل عمره ثلاثة أشهر.
7- الشهيد عيدو نايف قاسم، 1979، صاحب مزرعة كبيرة.
8- الشهيدة شهرستان عيدو نايف 2011

المخطوفين والمفقودين
1- ارزان مراد قاسي1976
2- اليفا خليل ابراهيم 1985
3- غالية برجس نايف 1999
4- نواف برجس نايف 2001
5- عاليا برجس نايف 2005
6- دلكش برجس نايف 2010
7- خاني حسن شمو 1985
8- سناء جميل نايف 2006
9- سيف جميل نايف 2008
10- جدعان جميل نايف 2010
11- دلهات جميل نايف 2013
12- ثورة بشار خلف 1980
13- فرعون بركات نايف 2000
14- سعاد بركات نايف 2003
15- سهام بركات نايف 2005
16- أمل بركات نايف 2007

الايتام في العائلة.
1- نايف بركات نايف 2006... بقى من العائلة بعد استشهاد والده واخته، وخمسة مفقودين (الوالدة – 3 أخوات، وأخ)..
2- حسين برجس نايف 2005، يتيم بقى من العائلة بعد استشهاد والده وثلاثة إخوة وأختين له. والبقية مفقودين
3- سيف جميل نايف 2008، يتيم بقى من العائلة بعد استشهاد والده وأخيه، وبقية العائلة مفقودة.

يا للحظة الحقد والكره، أيقتلون الانسانية والطفولة البريئة بلا رحمة وهواجس الضمير!، وينخرون أنيابهم في اجسادنا الطاهرة !، لقد دفعنا ثمن انسانيتنا وقيم مبادئنا، وافاق تراثنا وعقيدتنا على ايدي بهائم التاريخ !، واسيادهم ومن والاهم من مصاصي دماء الفقراء والأبرياء، فانها صفحة سوداء في تاريخهم المليئة بالخزي والعار.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق