لكل شعب من شعوب العالم عادات وتقاليد واعّراف منها دينية , واخرى اجتماعية تعتبر بمثابة قوانين الحياة لدى الكثير من تلك الشعوب .
والمجتمع الايزيدي جزء من تلك الشعوب - بل اكثرها في تطبيق تلك الاعراف نتيجة للظروف والمراحل التي مر بها المجتمع الايزيدي من حملات وتهجير , والاختفاء عن انظار الاعداء .. فصار المجتمع الايزيدي يخضع لحكم تلك الأعراف الاجتماعية والعشائرية في اغلب الاحيان دون الرجوع الى حكم القانون في تلك الدول التي يعيشون فيها في اغلب الاحوال .
وتجذّرت تلك الممارسات والاعراف الخاطئة في المجتمع الايزيدي , وبغياب قانون الاحوال الشخصية الخاص بأبناء الأيزيدية , او الاحتكام الى النصوص الدينية الأيزيدية في ما يخص حقوق المرأة بشكل عام . وصارت تلك الاعراف والممارسات الاجتماعية الخاطئة تلاحقهم في كل مكان من بقاع العالم , وخاصة مسألة المهر والطلاق والزواج القسري وما يترب على ذلك لاحقاً ..!
وفق قانون الاحوال الشخصية العراقي , هناك مهر مقدم وآخر مؤجل , وانا لستُ برجل قانون , ولكن ارى في ذلك ضمان لحقوق الفتاة بعد الزواج عند ابناء الأيزيدية , وذلك للحد من ظاهرة الطلاق , والتي صارت مع الاسف " مودة أيزيديو أوربا " . وبحكم علاقاتي الشخصية والاجتماعية احضر العديد من مجالس ما تسمى " الشرع " ويصطدم الانسان بعض الاحيان مع الواقع المفروض , وبحكم الاعراف الخاطئة وعدم وجود ثوابت متفق عليها أيزيدياً تجد هنا , يتم الحكم على القضية وفق معرفة وعقلية والبيئة التي اتى منها من يقوم بالفصل والحكم في القضية ..!.
ويكون في الغالب التقصير من نصيب المرأة.. يطبقون اعّراف ليست موجودة حتى في الجاهلية دون مراعات حق المرأة . مثلاً في الميراث , والاطفال .. كما يتم الطلاق في بعض الحالات دون حضور المرأة اصلاً , ويكون القرار لأولياء الامور ولا يؤخذ برأي المرأة في اغلب الاحيان , وفي بعض الاحيان حتى رأي الشاب .. عبودية ما بعدها من عبودية , دون النظر في مشاعر , والعوامل النفسية التي تصيب الفتاة في حالة الطلاق , ودون اسباب مبررة في اغلب الاحيان .عليه يجب التركيز على الاهم وهو , ان يكون هناك ضوابط , وحزمة من الامور في حالة عقد القران , او الطلاق وتثبيت ذلك كتابياً وتودع نسخة منها عند الطرفين للرجوع اليها في حال الطلاق .
وفق وجهة نظري البسيطة , ارى بأن تعالج مسألة الزواج بشكل جذري وذلك لضمان حق الزواج للطرفين في المجتمع الايزيدي :
1 – في حالة الخطوبة يجب الرجوع الى عقد زواج الايزيدي الخاص ( بشيوخ شيخ حسن ع . س ) , والذي كان معمول به سابقاً. اضافة الى ذلك يعمل نموذج لعقد الزواج من قبل البيوت الأيزيدية , وتشكل هيئة خاصة في كل مقاطعة او مدينة للبث في مثل تلك الحالات . يختم هذا العقد بختم البيت الايزيدي , وتعطى علماً للدوائر ذات العلاقة بالأمر للاستناد عليها في حال وجود مشاكل ك الطلاق . يتضمن هذا النموذج مهر مقدم رمزي لا يتجاوز " هدية " ويتم التأكيد على المهر الآجل .
واقترح ان يكون الآجل ( 250 ) غرام ذهب خالص عيار 21 .
2 – تلغى حفلات الاعراس الكبيرة , حيث يقتصر على الاقرباء , وابناء القرية الواحدة للتخفيف عن المصاريف . حيث اصبحت مودة .. الفقير ينظر الى الغني في تأجير القاعة والكامرة والمغني , وذلك يُشكل عبأ على الجميع . ولكن في حال تطبيق هذا الامر من قبل الجميع , لا حرج لاحد حينها .
3 – في حال الطلاق وفق الأعراف اي خارج المحاكم , تعقد جلسة من قبل الهيئة المختارة في البيت الأيزيدي , او اية مكان اخر , وبحضور الطرفين , ويشارك فيها ممن يتصفون بالحق , ويؤمنون بحق المرأة , ويبحثون عن الحلول السليمة , وعدم الاسراع في اتخاذ قرار الطلاق , وذلك لضمان حق المرأة ,لان في اغلب الاحيان تكون الفتاة هي الضحية دون حق ..وهذا ما يشعر به اي أيزيدي يؤمن بحق المرأة كإنسانة . يعطي حق الطلاق في حالات معروفة لدى الجميع , ويعطى ذلك الحق للطرفين اي الفتاة , والشاب .
وفي حال عدم توفر شروط الطلاق المتفق عليه لدى الطرفين , يلزم بدفع الآجل , وذلك لضمان حق الطرفين , وللتقليل من ظاهرة الطلاق دون اسباب موجبة في اغلب الاحوال .
4 – في حال عدم التزام الطرفين بدفع المهر الآجل ..يطبق العُرف الاجتماعي , وذلك بمقاطعة كل الفعاليات والانشطة الاجتماعية والدينية لكل مقصر , وكل طرف غير ملتزم بتطبيق الاتفاق الايزيدي .
اذاً .. هناك العديد من المشاكل والممارسات والاعراف الخاطئة والدخيلة على المجتمع الايزيدي , وتحتاج الى قانون الاحوال الشخصية الخاصة بأبناء الأيزيدية , او يجب ان نلجأ الى قوانين الدول التي يعيش فيها ابناء الجالية الأيزيدية , وذلك لضمان حق الطرفين .
وارى بأن مسألة المهر ليست المشكلة الرئيسية لعزوف الشباب عن الزواج , وانما هناك جملة امور يجب ان تعالج وهي اهم بكثير من مسألة المهر.
وباسم جميع الاخوان في الاكاديمية الأيزيدية , نرحب بأي اجماع أيزيدي من اجل تحقيق ذلك .
ومن الله التوفيق .
اسماعيل جعفر / ميونيخ .
الخميس، 28 نيسان، 2016